على طاولة أحد مقاهي العاصمة القاهرة يجتمعون مساء ليقرروا الخيارات التي تكفل تنفيذ حقوقهم، وفي جدول أعمالهم كتب الاعتصام أمام مجلس شورى مصر أو رئاسة الجمهورية. عوض عبد الفتاح ومعه عشرة من أصدقائه من قصار القامة ملوا من تمييز الدولة بحقهم وإهمالها لدمجهم في المجتمع. بعد الثورة حسم عوض ورفاقه أمرهم: "سوف نجبر الدولة على تنفيذ مطالبنا المشروعة"، حيث أن عدم وجود أي مسؤول من قصار القامة في أي موقع تنفيذي أو سيادي في الدولة بات يزعجهم، على الرغم من وجود خبراء ومهندسين وأطباء بينهم حسب ما يقول عوض.
خمس جمعيات جديدة شكلها الأقزام في أنحاء مصر عقب الثورة، الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفاً، وتطالب "بإصدار تشريع يمنع التمييز ضدهم، وإلزام الدولة بتحمل نفقات تعليمهم وتدريبهم وإلحاقهم بالوظائف العامة، ومعاقبة من يسخر منهم وضرورة إسناد وظائف قيادية للكفاءات من قصار القامة"، وغير حقوقهم الشخصية فإن هذه الجمعيات تحولت إلى منتديات سياسية لمناقشة أوضاع البلاد.
ويعيد عوض عجلة التاريخ إلى أكثر من 4000 سنة إلى الوراء، فيقول "الفراعنة القدماء أنصفونا قبل 2600 عام قبل الميلاد، عندما اختاروا القزم «سنب» ليكون المسؤول الأول عن الملابس، كما كان كاهناً في المعابد الجنائزية لخوفو باني الهرم الأكبر، وكذلك ابنه خفرع، وتزوج من كاهنة الإلهة حتحور إلهة الحب والجمال والموسيقى والأمومة والطفولة في مصر.
وبحسب صحيفة الإمارات اليوم، قال الناشط د.عبد العاطي أحمد للدفاع عن حقوق الأقزام إن الدولة مطالبة بتوفير مقاعد دراسية ووسائل انتقالات تليق بقصار القامة، وتتبنى جمعيته برامج توعوية بوسائل الاعلام للمساواة وعدم التمييز ضد الأقزام. وأضاف أن المطالب تزيد إلى توفير مساكن خاصة بهم لا تزيد على الدور الأرضي أو الأول، وتخصيص محال للملابس والأحذية لهم تناسب طبيعتهم.
مصر 2600 قبل الميلاد أنصفت الأقزام وأعطتهم حقوقهم كما يقول عوض.. فماذا عن مصر 2013؟.