القائمة الرئيسية

الصفحات

لأول مرة: فلسطينية من غزة تبتكر علاج لمرضى السكري

لأول مرة: فلسطينية من غزة تبتكر علاج لمرضى السكري
أهلا بالعالم
أرادت الصيدلانية الفلسطينية شيرين الزيناتي  "30 عاما "ان تشق طريقها في النجاح بعد التحاقها بدرجة الماجستير في تخصص الصيدلة في الجامعة الاسلامية، بوضع بصمة لها في عالم الصيدلة بابتكار جديد يضع اسمها في لوحة الشرف،  وترسم بسمة على وجوه فئة فلسطينية بحاجة لعلاج ضمن نطاق تخصصها وقدراتها ، ليضع تاج الفرحة على رأسها لينير مستقبلها.

نظرت الزيناتي الى محيطها في الواقع الغزي فوجدت ان امراض  كثيرة بدأت ترتفع إحصاءاتها في المجتمع ، وتزداد كل سنة بل وتدمر حياة الانسان تدريجيا ، واهمها السكري والضغط والسرطان والقلب.

فعمدت الى توظيف كافة النظريات العلمية في الوصول لنتائج ايجابية لمساعدة مرضى السكري ، والتخفيف عنهم ضمن فيتامينات تعمل على المحافظة على حياتهم  سليمة والعيش بدون ترقب او يأس.

واستطاعت  "الزيناتي" التي انهت درجة الماجستير في الصيدلة قبل ايام قليلة بامتياز ان تساعد مرضى السكري بابتكار وتوظيف فيتامينات  تعمل على تخفيض مستوى السكر في الدم ومخزون السكر في الجسم  ودهون الدم عند مرضى السكري .

فكانت الفكرة للمبتدئين في مرض السكرى بان يتم اضافة فيتامين" سي " كعلاج يساعد في التحكم في مستوى السكر، بحيث يبقى مستوى السكر والمخزون والدهون منخفضا ، وتقليل فرص مضاعفات السكر لديهم في المستقبل.

وبشيء من التفصيل تشرح خطوات المشروع ،تقول " مرض السكري هو مرض منتشر حول العالم  وبشكل كبير في قطاع غزة، وعند اكتشاف المرض بعد التشخيص، يبدأ منسوب السكر والمخزون بشكل غير منتظم في الجسم  ،وتبدأ مرحلة العلاجات التي تحتوي على كيماويات ".

وتضيف " فيتامين "سي " وفيتامين "ى" هي عبارة عن فيتامينات تعمل مضادات للأكسدة ، ومرض السكرى تربطه علاقة وطيدة بعملية تجعل الجسم غني وبيئة نشطة من جزيئات حرة ونشطة تعمل كالأوكسجين، والجزئيات النشطة تستهدف خلايا البنكرياس وتدمرها، وتستهدف خلايا الانسولين وتدمرها، وقد تستهدف مسار الانسولين وتقلل من فاعليته على الجسم ومن هنا جاءت الفكرة".

وبينت الزيناتي انها قامت بتوظيف فيتامين " سي" وفيتامين "ى" كمضادات للأكسدة بحيث تحمى البنكرياس ومستقبلا الانسولين ، وبالتالي يتم تحسن وضع السكر عند مريض السكري وتحسين مخزون السكر والدهون عند المريض وحمايته والتقليل من المضاعفات.

الى ذلك تحدثت عن اهمية الفكرة ، مؤكدة ان تكاليف شراء الفيتامين لا يتعدى عشرة شواكل ويتم التعامل معه كعلاج مساعد وفعال لمرضى السكري.

ويدق هذا المرض ناقوس الخطر في حياة الانسان، حيث يترتب عليه عدة مشاكل منها تأثر شبكية العين (الاعتلال الشبكي)، واعتلال الكلى والأعصاب، علاوة على الجلطات الدماغية وجلطات الشريان التاجي في القلب والقدم السكرية ما يؤدي إلى بتر في الأطراف، مشيراً إلى أنه يمكن تنظيم نسبة السكر لدى المريض والسيطرة عليها حتى نتفادى حدوث هذه المضاعفات.

وتسعى الزيناتي لإقناع الاطباء بفكرتها ، قائلة "هدفي اقناع اطباء الغدد الصماء بإضافة  فيتامين سي وفيتامين ى وكتابتها للمريض في ورقة العلاج  للتعامل معها كعلاج فعال  لتخفيض مستوى السكر في الجسم لأنه معالج بدون كيماويات".

وقامت الزيناتي بأخذ عينات من مرضى السكري من الاغاثة الطبية وعيادات الوكالة داخل قطاع غزة لإجراء البحث والدراسة عليهم ، وتم اختيار 60 حالة من المرضى وتم تقسيمهم لثلاث مجموع بحيث احتوت كل مجموعة على 20 مريض، واستمرت المجموعة الاولى على علاجها التقليدي من العيادات بدون اضافة أي فيتامين، والمجموعة الثانية استمروا على علاجهم التقليدي بالإضافة لفيتامين " سي " بما يعادل 1000 مل جرام يوميا تؤخذ على جرعتين ، والمجموعة الثالثة  استمرت ايضا على العلاج التقليدي  بالإضافة لفيتامين " سي " 1000 مل جرام  وفيتامين "ى" 800 مل جرام على جرعتين ايضا حسب المتوفر في الاسواق  وممارسة حياتهم بشكل طبيعي .

وبدأت الزيناتي بمقارنة الفحوصات قبل وبعد تناول الفيتامينات، وقالت "اخذت فحوصات لكافة المرضى قبل تناول أي فيتامين ، واجريت نفس الفحوصات بعد ثلاثة شهور وهنا اثبتت نجاح الفكرة، فكان التغيير في الفئة الثانية والثالثة وتمثل ذلك في انخفاض نسبة السكر والمخزون والدهون في جسم المريض.

 واجتاحت الزيناتي فرحة عارمة بعد نجاح فكرتها  ورسالتها في الماجستير وخاصة ان العلاج الحديث كله يتجه للأكسدة في علاج الامراض المزمنة ،ويعتبر اكثر مرضى في غزة هم مرضى الضغط والسكري.

ولا يأتي النجاح على طبق من الراحة، فقد واصلت الزيناتي الليل بالنهار من اجل انجاح فكرتها وتطبيقها على ارض الواقع ، فقد استغرقت  فترة نجاح المشروع مدة ثلاثة شهور بتكاليف قدرت ب 2500 دولار أمريكي ما بين شراء ادوية وتحاليل .

وكان من اهم العقبات التي واجهت الزيناتي هو العثور على عينة المرضى والتزامهم في مدة البحث والدراسة ، واختيارهم بشروط معينة تتفاوت حسب نسب التحاليل ولا يحملون امراض مزمنة اخرى وبسن محدد .

وبين الاحصائيات ان  نسبة انتشار المرض في المجتمع الفلسطيني كانت 3.4% قبل نحو 20 سنة، وارتفعت اليوم إلى 10%.